من أنا

صورتي
عندمــــــــــــا امنحك تواضعـــــى .. لا تسلبـــــــني اعتزازي بنفســـي

no copy

الاثنين، نوفمبر 12، 2012

شـــيـزوفــــــريـنـيــا ،،




تمنحنا الحياة نعمة عظيمة هي نعمة الأضداد 
لكننا نرفض نعمة تلك المتناقضات ولا نقدّرها حق قدرها 
نحاول أن نصنع تلك اليوتوبيا ..ونُنَصّب أنفسنا مُـــلاكاً لأرضها 
نتوارى وراء الخير  كي نبدو مثاليين 
وننسى أن الشر في أنفسنا نعمة لا يمكن أن ننكرها 

هل أتحدث مثل صديقتي وفاء وأقول ( المجد للمتطرفين ) ؟؟
لا ..
لست من أنصار التطرف 
ولكني من أنصار مفهوم الإستمتاع بتلك الأضداد التي تحملها نفوسنا :
 من الخير والشر 
من الطيبة والغيرة
من الغضب والصفح
من القناعة وعدم الرضا

أشعرأحيانا أننا لابد أن نتفاعل مع كل مقومات الحياة .. وقد يصل الأمر الى حد أن نتغزل بها ونغزلها في أرواحنا 
ولم لا ؟؟
هل خُلقنا مثاليين ؟؟
هل جُبلنا على الملائكية ؟؟
لا أرغب الخوض في مثل تلك الأسئلة السرمدية التي قد تقودنا الى العدم 
ولكن دعونا نتأمل في حقائق أمورنا ..ونسعى الى ترتيبها ذاك الترتيب الصحيح .

منذ بداية تَكَوّننا في هذا العالم نجد أن الخطيئة والغواية تتسلل الى جيناتنا الوراثية دون أدنى شك .. ومع ذلك عاش البشر عقوداً وعقوداً كي يصلوا الى العالم المثالي ..
ربما أردنا أن نقمع نظرية داروين في أن الإنسان ( أصله قرد ) لنصل الى قمع من نوع آخر..
 وهو أن الإنسان ( أصله ملاك )..
ولكننا فشلنا .. وسنظل نفشل في تحقيق ذلك ..
لأننا في كل مرة ننسى أننا نعيش إزدواجية الخير والشر 
ونحاول بقسوة أن ننكرها على حياتنا .

لم أعد راغبة في أن أنكر علي نفسي صفة شيطانية أو صفة ملائكية 
أريد أن أؤكد ذاتي بكل ما أحمل من صفات 
أريد أن أحيا بما أشعر به مهما كان طاهراً أو نجساً
أريد أن أتنفس صوابي وخطأي 
ألست بشرا ؟؟
أليس من الطبيعي أن أعيش تلك الإزدواجية !!
كيف يبدو الوضع لو تفننا في عمل الخير فقط !!
لابد أننا سنصبح أضحوكة 
لابد أننا سنصبح مسوخاً ..لأننا في حقيقة أنفسنا ذئاب في أثواب حملان 
قد أكون أول تلك الذئاب 
ومع ذلك أُفضّل أن أكون ذئباً على أن أكون مسخاً 
هل أنا مخطئة ؟؟

مهلا ..!!
 أعتقد أن البعض يظن أني أصبت بالشيزوفرينا ..
قد يظن البعض الآن أني أحاول أن أرسخ مبادئ الشــر لدى الإنسانية ..بدلاً من أُرسخ مبادئ القيم والأخلاق 
قد يتصل بي أصدقائي غداً ..ليعلنوا تمردهم على كل ماكتبت .. 
ويقولون لي : أني ( قد جننت )
ولكن السؤال الحي الآن :
هل أنا حقاً أُرسخ لمبادئ الشــــــــــــر ؟؟
هل أُقصي القيم والأخلاق .. وأضع قاعدة جديدة لأدخل من باب مدونتي بدَيّن جديد .

بالتأكيد ليس هذا مقصدي على الإطلاق ..
كل مقصدي أن نحيا ..
( أن نحيا ) متفاعلين مع كل العناصر السلبية والإيجابية في أعماق نفوسنا 
ولا ننكر علينا فعلاً من الافعال الحسنة أو المسيئة
أن نعلن وبكل وضوح عن إنفعالاتنا 
أن لا نتوارى داخل قيم مزيفة ليست متواجدة فينا 
لا يجب أن نعيش ملائكة طوال الوقت حتى نموت ملائكة الى الأبد
إن هذا لن يخلدنا لا كملائكة ولا كبشر 

أما عن الشيزوفرينا ..فهذا أمر مختلف تماماً 
وبعيداً عن تلك التعريفات العلمية السيكولوجية لمرض الفصام العقلي  .. 
إلا أنني أبحث عن معنى آخر لشيزوفرينيا السلوك وهو ما يصلح أن نطلق عليه مجازاً : الإدعاء !!

طالبت في بداية الموضوع أن نتحرر من مثاليتنا وأن نعيش حياتنا بكل ثوابتها ومتغيراتها 
لكني أرفض وبشدة الإدعاء والمدعين ( فكرةً ومنطوقاً )
وهذا ما أطلق عليه بالشيزوفرينيا السلوكية 
هؤلاء المدعين هم أقبح خلق الله على وجه الأرض 
لك أن تكون كما تشاء .. وسأحترمك إن أعلنت عن ما يختمره بواطن روحك
لكني أرجوك لا تتعامل معي بمظهر البرئ وأنت تحمل بداخلك ما لايمكن أن يحمله إبليس. 
لا تكن من هؤلاء المدّعين الذي يظهرون النقاء والطهر والعفة وفي نفوسهم الشر الدفين 
بل ويحاولون أن يستقطبوا أفعالك لعالمهم بطرق ملتوية لا تمت للأخلاق الحميدة أو الأخلاق الشيطانية بصلة ..

عفواً ..هل تُهتَ مني ؟؟ :)
قد يبدو كلامي معقداً بعض الشئ 
لذلك لن أسهب في كتابة مقال عن شيزوفرينيا السلوك والذي أُطلق عليه  مجازًا الإدعاء 
ودعونا نرى معاً نماذج لهؤلاء المرضى المدّعين.. 

#شيزوفرينيا 
عندما تتحفنا الحياة بكاتبة جميلة ورقيقة تكتب عن عالم المثال وعن الرقي وعن قواعد وأصول معاملات الناس مع بعضها .. وعن مايجب وما لايجب ..وتنطلق في إطلاق نصائح نورانية حول قضية من قضايا المجتمع
ثم نجدها تفعل أفعال يشيب لها الولدان ..
 وتظن خاطئة أن لا أحد يعرف قــيّـح نفسها .

# شيزوفرينيا ..
 عندما يلاحق الرجل جارته الحسناء في كل مكان .. ويقنعها أنه عالق في حب زوجته ولكن الرجولة تستوجب أن يتبعها ويحميها بحجة ان زوجها مشغووول...
شهامة مزيفة ..لأنه لايفعل لزوجته الحبيبة مايفعله لجارته الحسناء !!

# شيزوفرينيا ..
 عندما تفشل امرأة في أكثر من زيجة لها .. ثم توّبخ  صديقتها على صمتها لإهمال زوجها فتتقول لها : ( أنا لو منك كنت خليته يلف حوالين نفسه )
أفلح إن صدق !!!!!

# شيزوفرينيا .. 
عندما لا يتحمل الرجل مسؤوليته كرب أسرة ولايعي أبعاد قدسية الحياة الأسرية .. ونجده ينتقد زوج أخته لأنه إنسان بليد وكسول ولا أهمية له.
آلا ينظر هؤلاء الى المرآة ؟؟!!

# شيزوفرينيا ..
 عندما يحاول هذا الآخر أن يمنع زوجة صديقه من السقوط في بئر الخيانة 
ولكن بإمكانها أن تخون زوجها معه هو ..
فهو يعرف كيف يحافظ عليها !!! 

# شيزوفرينيا ..  
عندما تتحامل الزوجة على نفسها وتخضع لمعاملة زوجها السيئة من أجل أطفالها ... ومن ناحية أخرى تنصح أختها أن تأخذ كافة حقوقها بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة من زوجها ..فلا تترك له فرصة القيادة في أي شئ ...
فقط من أجل أن تنعم بفكرة ( أنه لا ينبغي أن تشقى وحدها ).
**************************
ما أكثر أمثلة المدّعين الذين يدعون الطهر والنبل والنقاء والشرف ...
وهذا بحق أكثر ما أكرهه 
كن أنت كما أنت فقط ..ولا تحاول أن تتسلق المثالية حتى لا تمتسخ وتمسخ معك الفعل ذاته 
إن خُنتَ فأعلن أنك لست بيوسف الصديق 
وإن غَدرتِ فأعلني بأنكِ لست رابعة العدوية

وإلا فعليك أن لا تحكم على الآخرين من خلال مفاهيمك ومنظورك المهترئ 
( من لم يكن منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر )
فلا تكن ذلك العدو المستتر من أجل فقط أن تعيش دور الضحية المسكينة 
كن كما أنت بكل مالكَ وماعليك .. وسيحترمك الآخرين وأنا أولهم.
يقول داييل كارنيغي :
( جد نفسك .. وكن نفسك ..ولا تكن مثل أحد غيرك )
وأضيف عليه 
أفصح عن نفسك .. واصفح عنها .