المكان : داخل غرفة العمليات
الحالة : جراحة لمريضة تعاني من ثقب في قلبها
الجو العام : الاطباء يحاولون بذل طاقاتهم لرتق ذاك الثقب قبل أن يودي
بحياتها !!
**************************
المكان : مكان بعيد غير معلوم
الحالة : هاجر هجرة غير شرعية
الجو العام : تائه ..
لا يعلم الى أين وجهته !!
ولا كيف سينتمي الى أرض غير أرضه !!
لا يعلم الى أين وجهته !!
ولا كيف سينتمي الى أرض غير أرضه !!
************************
فترة النقاهة
فترة النقاهة
اختارت تلك البلد البعيدة على أطراف أوروبا
لتستكمل رحلة البحث عن نبض جديد داخل قلبها الهزيل
بعد أن فعل الاطباء كل ما بوسعهم من أجل انقاذه !!
بعد أن فعل الاطباء كل ما بوسعهم من أجل انقاذه !!
*************************
في مثل رحلات الهلاك تلك
يتذوق مرارة الذل
يتذوق مرارة الذل
تـعـب
ارهاق
هزال
مرض
هزال
مرض
جـوع
عطـش
ويصبح سقــوطه محتوماً
ويصبح سقــوطه محتوماً
**************************
سقط على عتبات منزلها
وكانت مسعفته الوحيدة
ضمدّت هزاله وضعفه
ضمدّت هزاله وضعفه
ربتت على صدره وهي تتحسس قلبه
تستمع الى دقاته
كم هو جميل هذا الجسد حين يكون أملساً دون خياطات الجرّاح !!
حاولت أن تقارن بين ملمسه وملمسها الشائه
ولكنها خجلت من مس جراحاتها
فأسوأ تلك الندوب على الإطلاق هو ندوب قلب مثقوب
حاولت أن تقارن بين ملمسه وملمسها الشائه
ولكنها خجلت من مس جراحاتها
فأسوأ تلك الندوب على الإطلاق هو ندوب قلب مثقوب
************************
مر الوقت وتعافى ..
كان ممتناً لها صنيعها معه وانقاذها إياه
وكانت هي كذلك ممتنة له
فبرعايتها له طاب قلبها واستقامت صحتها
ونسيت الآم مضغتها المعتلة
*****************************
ودّعها بوعد أن يعـود
ودّعته برجاء أن يعود
**************************
ومرت الأيام والشهور
تقابلا من جديد
بدت هزيلة .. شاحبة .. ضعيفة ومهمومة
وبدا عليه الموات من قهرة الاغتراب بعيداً عن أرض الوطن
**************************
تقابلا
وتعانقا
وتذكر كل منهما دواء وجيعته
فهي كانت تنسى ألمها بألمه
وهو كان ينسى غربته بوّنسها وابتسامتها
***************************
وفي لحظة عناق
ضمها أكثر الى صدره ليقتحم ندوب جرحها النازف
جعلته يلامس بجسده الأملس موّضع تشوهها
فضغطت به أكثر
وذابت في عناق معه
تَلَامسَ صدره مع ندوبها
وحرارة أنفاسه مع وجنتيها
واستجابت لزفير يعانق شهيقها المبتور
فما كان من شفتيها إلا أن تدعوه بنصف فتحة الى تقبيلها
ضمها أكثر الى صدره ليقتحم ندوب جرحها النازف
جعلته يلامس بجسده الأملس موّضع تشوهها
فضغطت به أكثر
وذابت في عناق معه
تَلَامسَ صدره مع ندوبها
وحرارة أنفاسه مع وجنتيها
واستجابت لزفير يعانق شهيقها المبتور
فما كان من شفتيها إلا أن تدعوه بنصف فتحة الى تقبيلها
وقبّلها !!
قُبلة واحدة أحيّتها
وقُبلة واحدة أعادته الى أوطانه
قبلة واحدة عفت عن كل لعنات مشارط الجرّاحين
وقبلة واحدة هدهدت أنينه الصارخ بهوان الغربة
************************
ربما لو كانت تلك القُبلة قَبلَ القَبل
ما كان اعتل قلبها
وما هان عليه أرض الوطن وارتحل !!